قاد
الجزائري حسان يبدة لاعب خط وسط نادي نابولي الإيطالي منتخب بلاده إلى فوز
صعب على نظيره المغربي بهدف دون مقابل في المباراة التي جمعت بينهما مساء
الأحد باستاد 19 مايو 1956 بمدنية عنابة شرقي الجزائر في ختام الجولة
الثالثة من مباريات المجموعة الرابعة التصفيات المؤهلة لنهائيات كاس أمم
أفريقيا 2012 .
وسجل حسان يبدة الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة الخامسة من ركلة جزاء.
وهذا هو الفوز هو الأول للجزائر في مشوارها التصفيات والأول من نوعه على
المنتخب المغربي منذ آذار/مارس 1988 . كما أنه الانتصار الأول للفريق في
مباراة رسمية منذ 24 كانون ثان/يناير 2010 .
ورفع المنتخب الجزائري رصيده إلى أربع نقاط وهو نفس رصيد بقية منتخبات المجموعة الرابعة أي المغرب وأفريقيا الوسطى وتنزانيا.
واضطر عبد الحق بن شيخة إلى تعديل خططه التكتيكية بعد إصابة نجم الفريق
كريم زياني خلال فترة الإحماء وأشرك بدلا منه عبد القادر غزال مهاجم باري
الإيطالي.
وجاءت بداية المباراة سريعة حيث لم ينتظر الفريقان فترة جس النبض وحصل
المنتخب الجزائري على مخالفة في حدود 18 متر بعد عرقلة المهاجم رفيق جبور
من المدافع المغربي مهدي بن عطية في الدقيقة الرابعة تولى تنفيذها رياض
بودبوز إلا أن تسديدته اصطدمت بالعارضة بعد أن لامست الجدار. وتولى أداء
الضربة بودبوز ثم حولها حسان يبدة برأسه لتلمس يدي المغربي رشيد السليماني
فما كان من الحكم الموريسي سوى إعلان ضربة جزاء حولها بيدة بنجاح رغم
محاولة الحارس المغربي نادر المياغري التصدي لها.
بعد الهدف حاول المنتخب المغربي نقل الخطورة إلى مرمى منافسه، غير أن حسن
انتشار اللاعبين الجزائريين وتمركزهم في وسط الميدان صعب عليه المهمة. وبدا
واضحا تأثير أهمية المباراة ونتيجتها على الفريقين حيث انحصر اللعب في
مساحة ضيقة مع اندفاع بدني لافت من الجانبين.
ولاحت أول فرصة لمراون الشماخ في الدقيقة 21 عندما انفرد بالحارس الجزائري
رايس وهاب مبولحي الذي انقض على الكرة بسرعة. حاول يونس بلهندة بعد ثلاث
دقائق تعديل النتيجة لكن تسديدته علت المرمى. وعاد الشماخ ليهدد مرمى
مبولحي بعد تلقيه كرة جميلة من عادل تعرابت في حدود منطقة الجزاء لكنه فشل
في توقيف الكرة بالشكل الأمثل فأضاع فرصة تعديل النتيجة.
ورد المنتخب الجزائري في الدقيقة 39 بمحاولة اخطر على مرتين اثر انفراد
غزال ولسوء حظه رد المدافع المغربي القنطري كرته التي كانت متوجهة إلى
الشباك كما أن رياض بودبوز فشل في إسكان الكرة الشباك بعد تمهيد ممتاز من
يبدة على خط 18 متر. واشهر الحكم أول إنذار في وجه المغربي رشيد السليماني
لتعمده الخشونة على بودبوز.
وكانت بداية الشوط الثاني في صالح أصحاب الأرض الذين حصلوا على ركنيتين في وقت قصير جدا.
ومنح الحكم إنذارا للجزائري مدحي لحسن لتعمده الخشونة مع عادل هرماش في
الدقيقة 53. ومع الدقيقة 59، استعاد المنتخب المغربي السيطرة على وسط
الميدان وراح يهدد مرمى منافسه عن طريق عادل تعرابت في الدقيقة 57 ورشيد
السليماني في الدقيقة 60 ويونس بلهندة في الدقيقة 62. ثم محاولة عادل
تعرابت إلا أن الحارس مبولحي تصدي لها بسهولة.
ورد أصحاب الأرض بمحاولة وحيدة عن طريق حسان يبدة في الدقيقة 67 غير أنها
لم تشكل أي خطر على مرمى الحارس المياغري. وكان المنتخب المغربي قريب جدا
من التعادل في الدقيقة 69 عندما قاد المدافع مهدي بن عطية هجوما معاكسا
أنهى به الكرة عند مراون الشماخ الذي حاول التسجيل في المرة الأولى قبل أن
يمرر الكرة التي ارتدت إليه لزميله بلهندة الذي سددها في ساق الحارس
الجزائري.
وازدادت متاعب الجزائريين بخروج المدافع القائد عنتر يحيى للإصابة وحل محله
زميله كارل مجاني في الدقيقة 70، وهو الوقت الذي فضل فيه البلجيكي إيريك
جيريتس المدير الفني للمغرب إدخال المهاجم يوسف العربي مكان عادل تعرابت
الذي كان أحد نجوم المباراة.
وتراجع مستوى اللعب في الدقائق الأخيرة بسبب طغيان اللعب الخشن خاصة من
جانب الجزائريين مما جعل الحكم ينذر مهدي مصطفى في الدقيقة 76 .
وسنحت فرصتان ليوسف العربي ومبارك بوصوفة في الدقيقتين 80 و 85 تصدى لهما ببراعة مبولحي.
ودفع بن شيخة بنذير بلحاج مكان رياض بودبوز ولزهر حاج عيسى مكان حسان يبدة في الدقيقتين 81 و 89 على الترتيب.
وحاول "اسود الأطلس" تعديل النتيجة في بقية الدقائق لكن استماتة "الخضر" حالت دون ذلك.