نستعرض الحديث عن التهاب بعض أعضاء جسم الإنسان وقبل ذلك يحسن بنا تعريف الالتهاب.
ما هو الالتهاب؟
الالتهاب رد فعل الجسم للمهيجات الكيميائية أو الفيزيائية أو لبعض العوامل مثل البكتيريا. وهو الحالة الشاذة للأنسجة في بعض أعضاء الجسم التي تكون متورمة ومحمرة وساخنة ومؤلمة. تتمدد الأوعية الدموية في الجزء المتأثر وتتيح لمزيد من الدم التدفق في المنطقة. وقد تترك كريات الدم البيضاء الأوعية الدموية، وتدخل الأنسجة المحيطة في محاولة لتدمير البكتريا. ويسمي الأطباء تكدس البكتريا وكريات الدم البيضاء الصديد أو القيح وهو سائل أبيض يميل إلى الاصفرار يفرزه الجسم أثناء التلوث بالميكروبات ويحتوي على بلازما وبعض خلايا الدم البيضاء. وتسبب كمية الدم التي تزداد في الجزء المتأثر والأوعية الدموية المتمددة الورم والحمامي (الاحمرار) والشعور بالحمى. وتضغط الأوعية الدموية على الأعصاب الحسية وتسبب الألم.
التهاب الأذن الوسطى:
وهو التهاب للأذن الوسطى، يصيب الأطفال بكثرة، وقد يسبب فقداً سمعياً شديداً إذا لم يعالج فوراً. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من هذا الالتهاب هي الحاد والمزمن والمْصلي التهاب الأذن الوسطى الحاد يحدث نتيجة انتشار العدوى من الأنف أو الحلق، ويتجمع الصديد في الأذن الوسطى محدثاً ألماً شديداً وفقداً محدوداً للسمع ويمكن معالجة غالبية تلك الحالات باستخدام المضادات الحيوية. أما التهاب الأذن الوسطى المزمن فهو التهاب شديد أو متكرر للأذن الوسطى، وقد يؤدي إلى تمزق طبلة الأذن ويلي ذلك خروج متواتر للصديد من الأذن الوسطى، وغالباً ما يلتحم غشاء الطبلة تلقائياً، إلا أن بعض الحالات تتطلب تدخلاً جراحياً، ويستعمل الجراحون أنسجة ضامة من أوردة أو عضلات المريض نفسه، وذلك لإصلاح طبلة الأذن. وقد يستمر خروج الصديد من الأذن في الأحوال الشديدة، وتتلف العظيمات السمعية تدريجياً، كذلك فقد ينمو جلد قناة السمع الخارجية باتجاه الأذن الوسطى مكوناً جيباً صغيراً يسمى الكيسة. وإذا ما استمر هذا الجيب في النمو، فقد يتلف أجزاء من الأذن الداخلية والعصب الوجهي والدماغ ويمكن استئصال أغلب هذه الكيسات جراحياً، كما يمكن أن يستبدل بعظيمات السمع التالفة أخرى صناعية أو منقولة من شخص لآخر. وفيما يتعلق بالتهاب الأذن الوسطى المصْلى فينجم عن انسداد قناة إستاخيو (غالباً ما تكون مغلقة، ولكنها تنفتح عند التثاؤب أو البلع أو فتح الفم أو النفخ مع إغلاق الأنف)، وتتعدد أسباب هذا الانسداد كحدوث التهاب جهاز التنفس أو التهاب الغدد أو بسبب الحساسية أو وجود بعض العيوب الخلقية. وتتراكم مادة سائلة في الأذن الوسطى تعوق مرور الاهتزازات عبر الطبلة وعظيمات السمع، ويختلف هذا الالتهاب عن الالتهاب الحاد والمزمن في عدم الشعور بالألم وعدم خروج الصديد من الأذن، ويكون العلاج بشق غشاء الطبلة وغرس أنبوب في الشق بما يسمح للمادة السائلة بالخروج وبعد ذلك يتم علاج سبب إنسداد قناة إستاخيو.
التهاب بطانة الرحم:
هو مرض يصيب الجهاز التناسلي للأنثى تقوم فيه مجموعات أو عناقيد من خلايا بطانة الرحم بمهاجمة مناطق أخرى من الجسم. والمناطق الأكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض هو في الغالب المبيضان وجدار الحوض والتجاويف البطنية. وغالباً ما يصيب هذا المرض النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 40 سنة ولم يحملن في السابق ويعانين آلاماً حادة ناتجة عن الطمث. ويعتقد معظم الأطباء بأن مرض التهاب بطانة الرحم ينتج عادة عندما يتدفق الدم الناتج عن الطمث من الرحم عائداً إلى الحوض والتجاويف البطنية كل شهر. هذا الدم عادة ما يحتوي على مجموعات من الخلايا الرحمية التي بإمكانها الالتصاق بالأعضاء أو الأربطة، أو بجدران التجاويف. ويتم تحفيز هذه العناقيد الرحمية على النمو وذلك من قبل هورمون الإستروجين، وهو الهورمون الذي يحفز النمو الشهري لبطانة الرحم. واعتماداً على موضع هذه العناقيد، تحدث أعراض ناتجة عنها مثل تضخم المثانة أو حدوث الألم عند الجماع أو تشنجات حادة عند حدوث الطمث. وهذا المرض يؤدي إلى إتلاف المبيض وغيره من الأعضاء التناسلية مما ينتج عنه صعوبة في الإخصاب. وقد لا يحتاج مرض التهاب بطانة الرحم غير الحاد إلى أي علاج حيث يعمد الأطباء إلى معالجة المرض في مثل هذه الحالة بالهورمونات التي قد توقف المرض. أما الحالات الحادة فتتم معالجتها باستخدام الجراحة. وتنحصر الجراحة في إزالة العناقيد الرحمية إذا كانت المرأة ترغب في الإنجاب أو الحمل. أما المرأة التي لا تريد الإنجاب أو الحمل، أو تلك التي تجاوزت مرحلة الإنجاب فتخضع لعملية استئصال الرحم.
التهاب البلعوم:
مرض معد يؤثر على أغشية الحلق واللوزتين ويصيب الأطفال من سن 5 إلى 12 عاماً والتهاب البلعوم تسببه بكتريا من نوع يعرف بالمكورات العقدية البيتاوية الحالة للدم المجموعة (أ) وتنتشر البكتريا عامة من شخص إلى آخر خلال الرذاذ الرطب الصادر من الأنف والفم. والأشخاص الذين يطلق عليهم حاملو المرض، أي الذين يحملون المكور العقدي دون أن تظهر عليهم أعراض المرض، هم الذين ينشرون البكتريا التي تسبب التهاب البلعوم. وعن طريق الاختبارات المعملية، يمكن التأكد من وجود بكتيريا الالتهاب البلعومي في المادة المأخوذة من حلق المريض.
التهاب الأذن الوسطى
وتشمل أعراض التهاب البلعوم احتقان الحلق والحمى والصداع، وفي بعض الحالات الارتعاش والغثيان والقيء. ويشعر المريض عادة بتورم اللوزتين والعقد اللمفاوية في العنق ويختفي المرض سريعاً عقب العلاج وقد تستمر الحالات التي لم تخضع للعلاج أسبوعاً أو أسبوعين. يمكن أن يترتب على التهاب البلعوم مضاعفات مختلفة، فقد يمتد المرض إلى الأذنين والجيوب والعظم ومجرى الدم. وفي حالات أخرى يصاب المرضى فيما بعد بالحمى الروماتزمية، أو بمرض الكلى المسمى التهاب كبيبات الكلى الحاد (ويحدث غالباً في الأطفال وتشمل أعراضه تورم الوجه والحمى والصداع وارتفاع ضغط الدم والقيء ووجود دم وبروتينات في البول ولا يوجد علاج معين لهذه الحالة، ويشفى المرض من النوبة الأولى لالتهاب كبيبات الكلى الحاد، لكن الكثير منهم تعاودهم النوبات بعد ذلك). ويمكن للعلاج الفوري لالتهاب البلعوم عن طريق البنسلين أن يمنع العدوى من الانتشار إلى الأجزاء الأخرى في الجسم. ومثل هذا العلاج يستأصل أيضاً مخاطر الحمى الروماتزمية، لكنه لا يمنع دائماً التهاب كبيبات الكلى الحاد. وينصح الأطباء بفحص باقي أعضاء أسرة المريض للتأكد من عدم وجود المكور العقدي، ويعالج من يثبت حملهم للبكتيريا وذلك باستخدام البنسلين