السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحرية
تلك الكلمة الفضفاضة ، والمحبوبة بأغلب مواضعها فهي تعني السماح لنا
بممارسة مانريد من رغباتنا وفق مانراه مناسباً من أساليب من دون قيد
ولا تحفظ ولا قانون يمنع أو يعترض .
ولكن إذا كانت الحرية محبوبة ومرغوبة لدى الجميع فـ لماذا تم وضع القوانين
والقيود هنا وهناك .
وبرأيي أنه ( كلما زاد الوعي خفّت القوانين والشروط ) وكلما زاد الجهل
زادت القوانين وأدواتها ومنفذيها ووضعت القيود .
فـ في بعض التقاطعات المرورية في أوربا تم رفع الإشارات الضوئية منها
بعدما تعلم الجميع إعطاء حقوق السير لمن يستحق ، وبينما هم كذلك
لازالت بلدان العالم الثالث تزيد من وضع الإشارات الضوئية وتعتبرها حالة
حضارية . وتستخدم عددا أكبر من الرجال الذين يطبقون القوانين بعقوبات
صارمة .
ومن خلال هذه الحالة يمكننا أن نفهم معنى الحرية إن أعطيت للأكثر
وعيا فإن الحياة لن تتوقف بل ستسير بانضباط تام وسهولة ويسر وهي
تعني أن الحرية شرط لـ تقدم وتطور الحياة بعكس المجتمع الغير واعٍ ، فالحرية
كاملة عنده تعني ( التوقف ) كما يحصل لو تعطلت إشارة المرور في ساحة من ساحات
العواصم العربية مثلا فـ بالتأكيد سيتوقف السير لما يحصل من فوضى . وهنا
أصبح القيد شرط لدوام الحياة ولو عممنا المثال على باقي نواحي الحياة ،
ف ستسود الفوضى كل مرافقها . ويكون مصيرها ( التوقف ) لا محالة وإذا :
( فـالوعي شرط لازم لمدى الحرية )
ومع كل بقعة ضوء من الوعي ينكسر قيد
ولكن اذا كان الأمر كذلك فـ لماذا نجد الحرية المطلقة في دول الغرب قد
اتجهت اتجاهاً متخلفا في نواحي عديدة من الحياة وخصوصا مايتعلق
بالإباحية والمثلية الجنسية وغيرها برغم الوعي الحضاري الذي وصلوا
إليه ؟؟ فهل مازال الإنسان بعيدا عن الوعي في الشرق والغرب ؟؟
وهل يبقى الإنسان بحاجة للضوابط والقوانين مهما وصلت درجة وعيه !!
وما علة ذلك برأيك ؟
بانتظارك أيها الإنسان الراقي لتطرح هنا فكرا مزدهرا بعيدا عن الصغائر
قريبا من السمو . ولكم تحيتي