مع غياب الأبناء.. هل يصمد الحب؟
حين خلق الله ادم عليه السلام كان هو أول بشري وُجد .. كان يسكن الجنة
و بالرغم من كل ما هو موجودٌ هناك
استوحش ..
فحين نام خلق الله حواء من ضلعه ....!!!
يا تُرى ما السبب ؟؟!!...
لِما خُلقت حواء من آدم و هو نائم ؟؟!!!
لِما لم يخلقها الله من آدم و هو مستيقظ ؟؟!!
أتعلمون السبب ؟؟
يُقال إن الرجل حين يتألم يكره، بعكس المرأة التي حين تتألم تزداد
عاطفةً و حباً !!...
فلو خٌلقت حواء من آدم عليه السلام و هو مستيقظ لشعر بألم خروجها من
ضلعه
و كرهها، لكنها خُلقت منه و هو نائم .. حتى لا يشعر بالألم فلا
يكرهها..
بينما المرأة تلد و هي مستيقظة ، و ترى الموت أمامها ، لكنها تزداد
عاطفة ..
و تحب مولودها ؟؟ بل تفديه بحياتها ...
لنعدْ إلى آدم و حواء في الحياة الزوجية اليوم
مع غياب الأبناء هل يصمد الحب؟.. .
" الحياة الزوجية بدون أبناء لن تكون أبدا طبيعية" بهذه العبارة بدأ الدكتور/ شحاتة محروس –أستاذ علم النفس التربوي، ومدير مركز الاستشارات النفسية والتربوية- حديثه قائلا: بدون شك عدم الإنجاب يؤثر على حياة الزوج والزوجة حتى ولو كانت بينهما قصة حب كبيرة، لأن وجود أبناء يجعل الحياة الزوجية متجددة ومتغيرة ويخرج بها عن المألوف، لكن استمرار وجود الزوجين بمفردهما من الممكن أن يجعل الحياة مملة.
ويضيف: لابد أن تكون هناك مصارحة بين الطرفين وسعي في الإجراءات التي تتخذ في مثل هذه الحالات، ولا يكون الحب هو العائق الذي يمنعهما الحديث مع بعضهما البعض للوقوف على الأسباب وطرق العلاج.
ويرى أن الزوجين إن لم يتصارحا ويتفقا على السعي في اتخاذ الإجراءات الطبية والنفسية للعلاج فسيصلان إلى نقطة معينة، ربما يتضايق فيها أحدهما من الآخر ويمل الحياة بل يتمنى أن ينفصل عنه.
وينبه محروس أن الحياة الزوجية بدون أبناء لن تكون وردية وجميلة أبدا حتى وإن رآها أصحابها كذلك، وإن لم يوفقا في العلاج فعليهما اللجوء إلى وسائل أخرى تكسر روتين الحياة الزوجية ومنها: رعاية أطفال أيتام وكفالتهم، والاندماج مع أبناء أسرتهم الكبيرة كأبناء الأخ والأخت، أو أن تسمح الزوجة لزوجها بالزواج من أخرى وتتخذ أبناء الزوجة الثانية أبناء لها.
ويرفض الخبير التربوي فكرة السيطرة بمعنى أن يخيل كل طرف للآخر أن الحياة معه ستكون سعيدة مائة بالمائة ولا يضر وجود أبناء أم لا، ويطالب كل منهما ألا يتركه وحده إلا إذا ارتضيا ذلك، وعلى الزوجة إن كانت هي سبب المشكلة أن تظل تطالب زوجها بالزواج بأخرى، فإذا وجدت منه رفضا مستمرا فلتتوقف لأنها بذلك تكون قد أشعرته أنها لم تحتكره وتفرض عليه هذه الحياة، وهنا من الممكن أن تنعم حياتهما بالأمن والسعادة، لكن سيظل هناك شئ ينقص هذه السعادة وهو " زينة الحياة الدنيا".
فالعبء الأكبر على الزوج في إضفاء حالة الحب والود على الحياة الأسرية في هذه الحالة، لأنه القادر على إسعاد زوجته وتعويضها عن غياب الأبناء، وذلك باصطحابها في كل مكان يذهب إليه وسط حالة من الحب المستمر والود المتبادل، ويرى أن وجود الأبناء قد يبعد الطرفين عن مثل هذه الفسح والرحلات، وأن الزوجين المتحابين قادران على التكيف مع حياتهما التي تخلو منهم
من العجيب في مثل هذه الحالات أنك ترى هذين الزوجين الصادقين قادرين على توزيع الحب على كل أبناء أسرتيهما، فتجد الأب الذي حرم من الأبناء يعطف على أبناء إخوته، ويصبح أبا لهم قد يفوق حنانه حنان الأب الحقيقي، وكذلك زوجته.
وعن ظاهرة تدخل الأهل في مثل هذه الحالات يذكر الخبير النفسي أن هذا الأمر يرجع إلى الزوجين اللذين يملكان مفتاح حياتهما، فمن الممكن أن يفتحا الباب أمام الأهل للتدخل أو يغلقاه، فمثلا إذا وجد الأهل تذمرا من الزوج أو ضيقا من الزوجة أصبح المجال مفتوحا للتحريض سواء بالانفصال أو بالزواج من أخرى.
فيجب ن يقيم الزوجان حائطا قويا في وجه كل من يريد أن يتدخل في حياتهما التي ارتضياها سويا كي يستطيعا تعويض غياب الأبناء.
بالحب تمضي الحياة
تحاول آمنة عبد الحميد -مهندسة- الإجابة عن هذا السؤال من خلال الواقع الذي عاشته فتقول: عشت مع زوجي أكثر من 10 سنوات يملؤها الحب والتناغم رغم غياب الأبناء، إلا أن زوجي لم يشعرني أبدا أنه يفتقد إليهم، وأصبح هو أبي وابني وزوجي في آن واحد.
وتتابع: إلا أن تدخل أهل زوجي المستمر كاد أن يعصف بحياتي، فقد ظلوا يقنعونه بالزواج من أخرى والانفصال عني، لأنهم يريدون الفرح بأولاده وغيرها من الأحاسيس العاطفية التي كاد زوجي أن يضعف أمامها، حتى اضطر في نهاية المطاف أن نترك المكان الذي يعيشون فيه لنسافر إلى دولة أخرى نحيا فيها معا بعيدا عنهم.
ويقول عبد الحميد رمضان -مدرس-: تزوجت منذ 5 سنوات عن قصة حب كبيرة، وبعد سنتين من الزواج اكتشفت أني غير قادر على الإنجاب ورضيت بذلك، إلا أني خيرت زوجتي بين البقاء معي أو الانفصال للزواج بآخر لكنها رفضت ذلك وأخبرتني أنها سعيدة جدا معي، وأن غياب الأبناء رزق ربما منعه الله لحكمة لا نعلمها، وهي الآن تحاول جاهدة أن تغمرني بعطفها وحنانها لتعوضني عن حرماني من هؤلاء الأبناء.
ونختم بقصتين متناقضتين بيرز من خلالهما السؤال الهام: غياب وجود الأبناء بين زوجين متحابين.. هل يقضي على الحب بينهما أم أن الحياة ستستمر؟.
تقابلا.. وفي أول لقاء وقع الحب بينهما، شعر كل واحد منهما أن عمره الماضي كان رحلة بحث عن الآخر، وبعد فترة وجيزة حدث الارتباط، وفي بداية زواجهما جلسا يرسمان حياة هادئة مستقرة يملؤها جو من الحب والتناغم، وتخيلا سويا شكل أبنائهما، وشرع كل منهما يطرح على شريكه الأسماء المتميزة ليختار منها اسم طفلهما المرتقب.
مرت السنة الأولى ولم تتحقق أمنية الزوجين، لم يسأل أحدهما الآخر عن سبب تأخر الحمل حياء وخجلا، ومرت السنة الثانية تلتها سنون كثيرة حتى أفاق الاثنان على حقيقة يصفها البعض بأنها (مرة)، ويرضى بها البعض الآخر لأنها قدر وابتلاء من الله لابد أن يواجه بالصبر.. المهم أن حياة بطلينا الوردية سارت وفق ما رسماه إلا أنها خلت من وجود أبناء، وتوقع البعض أن تكون عاصفة تقضي على حياتهما، إلا أن حبهما كان كبيرا وقويا ووقف في وجه هذه الأنواء.
تلك القصة سردتها نهى عبد الحليم -موظفة علاقات عامة وزوجة الطبيب أيمن عبد المنعم-أكدت من خلالها أن العلاقة الزوجية إذا قامت على حب ووفاق لا يؤثر فيها شيء حتى لو كان غياب الأبناء (زينة الحياة الدنيا(.
ولكن تختلف معها سارة عبد اللطيف مستشهدة هي الأخرى بقصة زواجها التي تمت بعد حكاية حب إلا أن زوجها بمجرد اكتشافه عدم قدرتها على الإنجاب سارع بإنهاء حياتهما المليئة بالحب والتفاهم، وخير زوجته وحبيبته بين الزواج بأخرى أو الانفصال الذي اختارته دون تردد، بعدما لمست كيف هانت العشرة والمشاعر على زوجها في أول مشكلة واجهتهما.